هل سترعى أرامكو تبوك؟ تبادر لذهني هذا السؤال حين عرفت في يومي الأول بملتقى أقرأ الإثرائي في الخبر اغسطس الماضي أن قرابة نصف المتقدمين للمشاركة هم منطقة تبوك، وبذلك يكون أكبر عدد من المشاركات الثقافية جاء من قرّاء وقارئات في تبوك. وتهدف مسابقة أقرأ التي ترعاها أرامكو السعودية إلى إثراء الشعب السعودي معرفياً عن طريق القراءة. و قد تقدم لها مايزيد عن 6000 شخص، ترشح منهم 40 لملتقى أقرأ الإثرائي في الخبر قبل أن يتوج الفائزين البارحة بمراكزهم. وكان من دواعي سروري ان أكون هناك مع ياسمين المطيري، ونورة السبيلة مشاركتين للمرحلة المتوسطة من تبوك. والسؤال هو، أين الأوساط الثقافية في تبوك عن هؤلاء الثلاث آلاف مثقف وقارئ وفنان؟ أين جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي بتبوك عن هذه الطاقات الشبابية الهائلة في تبوك؟ أنا لا أذكر متى أقيمت آخر مناسبة ثقافية تجمع كل مثقفين ومثقفات المنطقة فهل يذكر أحد منكم؟ وإني لا أحب أن أطرح الأسئلة في مقالاتي لكن الوضع الثقافي في تبوك خانق وبائس وتحوم حوله رغبات لم تتحقق ومطالب لم تنفذ. فإلى متى؟ دعوني أطرح لكم مقارنة بسيطة ثم أترك لكم حق الحسرة. حدثت في الأردن خلال هذا الشهر فقط، من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر، مناسبتين ثقافيتين عظيمتين وهما:"فكرستان أو بلادالفكر" و "معرض عمّان الدولي للكتاب" و حدث في الرياض "مهرجان إثراء المعرفة وأحتفال أدبي ضخم بمناسبة مرور40 عام على تاسيس النادي الأدبي". وحدث في الخبر "ملتقى أقرأ إضافة لملتقى مواهب واعدة -الأدبي". كما حدث في البحرين "مهرجان كلنا نقرأ و مهرجان أصيلة الدولي" . ونحن في تبوك، منذ أشهر طويلة أو سنوات ربما، لم نحظ بأي مناسبة ثقافية أو محفل واحد يحفزنا لكتابة مقالة شكر و عرفان لمنظميه. لقد تعبنا وأثبتنا لكم حين شاركنا ألافا مؤلفة في مسابقة أقرأ أن الرغبة لدينا لكن الفرصة غير حاضرة، ومالنا إلا أن نقول، كما يقول غازي القصيبي.."بلى، إكتفيت، أضناني السرى وشكى قلبي العنا ولكن! تلك أقدري".