اختصر " عازر حبيب " الطريق واحتفظ بثمن الكشفيَة ووجع الدماغ من أشعة وتخطيط للقلب وتحاليل مخبرية فتوجه الى الصيدلية وهو عم يغلي غلي قائلا :
" صيدلي يا صيدلي بدي دوا إلها وبدي دوا إلي "
والحديث هنا عن الصيدلي والصيدلية , والفول والطعميَة , والمسبَك والمحمَر والمجمَر , والكفتة والمحشي والملوخيَة إلخ . وهناك معادلة تقول بأن عدد الصيدليات يساوي عدد المطاعم . فأصحاب الصيدليات وصنَاع الأدوية يعلمون جيدا أن المعدة بيت الداء , ومن الحكمة أن يكون بجوار بيت الداء ( المطعم ) بيت للدواء ( صيدلية ) . لذلك نجد أن بجوار كل مطعم صيدلية , وأحيانا صيدلية بين مطعمين . فكل وجبة تحتاج الى هاضوم وقاضوم ومسكن ومسهل وممسك ورافع وخافض . والحقيقة أن المعادلة ينقصها حد ثالث وهو " المقبرة " . الحد الذي يقطع صلتنا بالحدين السابقين الى يوم يبعثون . وأنا أقترح أن يكون بين الصيدلة والمطعم " مقبرة " .. حيث استهان الناس بالدواء وتأثيراته وأصبحت الصيدلية أشبه بالسوبر ماركت .. وربما يكون للناس العذر حين لا تخرج الوصفة الطبية عن دائرة المسكَن والمضاد الحيوي .. فكانت الصيدلية الطريق الأقرب . وبعض الصيادلة لا يمانع في صرف الدواء بدون وصفة . فقد كنت ذات يوم في الصيدلية , وجاء طفل يحمل ورقة فيها اسم لدواء تبين أنه لأم الطفل , فسأله الصيدلي سؤالا يبدو ذكيا , فصمت الطفل ولم يجب . فقلت للصيدلي : مالك ومال السوالف التي لا يفهمها هذا الطفل وعندك أمر صريح بعدم صرف الدواء إلا بوصفة طبية ؟!.. لكنه لم يلتفت الى كلامي فخرجت وهو يحاور الطفل . ولعل " عايزين نشتغل " مبدأ يسير عليه بعض الصيادلة .
ولأن كنت حادا تجاه الصيادلة فإني أتعاطف معهم حال محاولاتهم فك رموز وطلاسم بعض الأطباء في وصفاتهم الطبية التي تشبه خربشات الدجاج . وكان الأجدر أن يتم طباعة الوصفة ولا تكتب يدويا , وكذلك أن تكون الوصفة بالإسم العلمي للدواء لا بالاسم التجاري ليكون للمريض الخيار .. فهناك دواء بعشرين ريالا وآخر بثمانين ريالا يشتركان في المادة الفعالة وبنفس التركيز لكن يختلفان بالاسم التجاري . ولكل اسم تجاري " هامور " .
بقي أن أقول بأن على الصيدلي أن لا يتدخل في اختصاص الطبيب
دمتم في رعاية الله سالمين
" صيدلي يا صيدلي بدي دوا إلها وبدي دوا إلي "
والحديث هنا عن الصيدلي والصيدلية , والفول والطعميَة , والمسبَك والمحمَر والمجمَر , والكفتة والمحشي والملوخيَة إلخ . وهناك معادلة تقول بأن عدد الصيدليات يساوي عدد المطاعم . فأصحاب الصيدليات وصنَاع الأدوية يعلمون جيدا أن المعدة بيت الداء , ومن الحكمة أن يكون بجوار بيت الداء ( المطعم ) بيت للدواء ( صيدلية ) . لذلك نجد أن بجوار كل مطعم صيدلية , وأحيانا صيدلية بين مطعمين . فكل وجبة تحتاج الى هاضوم وقاضوم ومسكن ومسهل وممسك ورافع وخافض . والحقيقة أن المعادلة ينقصها حد ثالث وهو " المقبرة " . الحد الذي يقطع صلتنا بالحدين السابقين الى يوم يبعثون . وأنا أقترح أن يكون بين الصيدلة والمطعم " مقبرة " .. حيث استهان الناس بالدواء وتأثيراته وأصبحت الصيدلية أشبه بالسوبر ماركت .. وربما يكون للناس العذر حين لا تخرج الوصفة الطبية عن دائرة المسكَن والمضاد الحيوي .. فكانت الصيدلية الطريق الأقرب . وبعض الصيادلة لا يمانع في صرف الدواء بدون وصفة . فقد كنت ذات يوم في الصيدلية , وجاء طفل يحمل ورقة فيها اسم لدواء تبين أنه لأم الطفل , فسأله الصيدلي سؤالا يبدو ذكيا , فصمت الطفل ولم يجب . فقلت للصيدلي : مالك ومال السوالف التي لا يفهمها هذا الطفل وعندك أمر صريح بعدم صرف الدواء إلا بوصفة طبية ؟!.. لكنه لم يلتفت الى كلامي فخرجت وهو يحاور الطفل . ولعل " عايزين نشتغل " مبدأ يسير عليه بعض الصيادلة .
ولأن كنت حادا تجاه الصيادلة فإني أتعاطف معهم حال محاولاتهم فك رموز وطلاسم بعض الأطباء في وصفاتهم الطبية التي تشبه خربشات الدجاج . وكان الأجدر أن يتم طباعة الوصفة ولا تكتب يدويا , وكذلك أن تكون الوصفة بالإسم العلمي للدواء لا بالاسم التجاري ليكون للمريض الخيار .. فهناك دواء بعشرين ريالا وآخر بثمانين ريالا يشتركان في المادة الفعالة وبنفس التركيز لكن يختلفان بالاسم التجاري . ولكل اسم تجاري " هامور " .
بقي أن أقول بأن على الصيدلي أن لا يتدخل في اختصاص الطبيب
دمتم في رعاية الله سالمين