×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
سامي أبودش

ابتزاز قد شرع باسم الزوج !
سامي أبودش

هن زوجات كن قد مررن في حياتنا اليومية , سواء بمشاهدتنا لهن أو بسماعنا عنهن وعن ولائهن وحبهن وإخلاصهن لعملهن وبأنهن بل ومازلنا يكدحن ويرغبن في مساعدة أزواجهن , وبتأمين عش الحياة الزوجية وبما يرينه ملائما من متطلبات الحياة , ولكنهن مازلن ومع الأسف يقعن في فخ الطمع والجشع أو تحت ما يسمى بـ : ابتزاز قد شرع باسم الزوج ! .. قال اللَّه تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل اللَّه بعضهم على بعض ، وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اللَّه ) صدق الله العظيم , فالرجال قوامون على النساء في كل شي وحتى في النفقة , إلا أنهم وفي واقعنا الحالي فقد نجدهم العكس , وكأن نجد الزوج مثلا : لأن يستولي على مرتب ( زوجته ) بل ويحجز على بطاقتها البنكية , كما أن الزوج إذا لم يستطع ذلك فتجده قد تخلى وبالتدرج عن كل التكاليف الأسرية , لتصبح بعد ذلك مجهود وحلم هذه الزوجة والمغلوبة على أمرها , كموصى عليها وبحاجتها الضرورية والتي تصل لأن تتسولها من هذا الزوج الظالم , وفي ظل هذا الجو القائم من العلاقة الزوجية , والتي قد قتلت في مهدها لتعيش المرأة في دوامة العمل وقساوة الحياة وبعيدة عن مثاليات الحياة الزوجية المستقرة , كما أن الحب ليس له مكانا في حياتها , ولا يوجد أيضا لأي إنصاف من قبل من سمو بالرجال ( البعض من الأزواج ) , والذين لا يوجد لديهم أي وازع ديني قد يردعهم ولا حتى القليل فقط من المثل أو الأخلاق والتي قد تنير لهم طريق الحق , لتبقي الأسرة في مفترق وعلى طريقين لا ثالث لهما وهو : بإما الانفصال وعلى ما يجره من مساوئ ومن عواقب وخيمة , أو بالقبول والاستمرار في جحيم الابتزاز , وبهذا .. فالبعض من هؤلاء الأزواج ( عديمي الذمة والضمير ) كانوا قد نسوا لما قد وصى به الخالق جل وعلى من المودة والرحمة , ومن خلال كل ما قد ذكر , فكلها قد وقعت نتيجة لعدة ظروف أو لأسباب أدت إلى ظهور هذه الظاهرة والتي مازالت منتشرة وموجودة معنا أو في واقعنا مع الأسف ومنها : كـ عدم التكافؤ في الزواج سواء أكان ذلك على المستوى الثقافي أو التعليمي .. الخ , أو لأسباب أخرى قد كانت قاهرة بهم وخارجة عن إرادتهم وهي ما أدت إلى أن تتنازل الزوجة وبشكل تام عن حقها المادي , وحتى لا تكون النتيجة هي الطلاق , وكون أن الطلاق قد يكون عيبا أو أمرا كبيرا وبغير مقبول به لدى البعض من الأسر والتي مازالت متمسكة بعاداتها وبتقاليدها القديمة أو البالية , والتي أصبحت اليوم لا تتناسب مع جيلنا الحالي , أو بسبب اختلاف وتنوع الحياة ومشاقها , كما أن لهذه الأسرة وبعقليتها السلبية دورا رئيسيا في ظهور هذه الظاهرة , بل وسببا حقيقا في الضغط على ابنتهم ( الزوجة ) , وذلك بحثها وإجبارها أيضا على الاستمرار أو بالرضا والقبول بابتزاز ( زوجها ) , وكونه يعد ابتزازا شرعيا لا شي فيه , كما أن له كامل الحق في كل ما تمتلك أو تختص به زوجته , وكل هذه الأسباب هي التي قد دفعت الزوج لأن يستمر في طمعه وشجعه بل واستغلاله لزوجته في حالة قبولها , وقد يكون العكس صحيحا .. وذلك لأن يكون عامل رئيسيا في تدميرها نفسيا وروحيا ليقضي عليها في حالة رفضها لأن يكون راتبها بين يدي هذا الزوج , والذي لم يهمه أصلا لأن تتحطم حياته الزوجية أو أن تتفكك ودون أن تكون المصلحة المادية قبل المعنوية هي الشرط الأساسي في استمرار الحياة الزوجية مع زوجته , فالبداية ربما قد كانت في سوء الاختيار وهو ما أدى إلى عدم التكافؤ بين الزوجين أو بعدم الاتفاق بينهما , لتكون النهاية وبالنسبة لكلا الطرفين ( الزوجة ومن ثم أسرتها ) بالقبول والرضا بحالها والذي قد فرض عليها فرضا , ليصبح هذا الأمر وفيما بعد أمرا معروفا ومتعارفا بين الجميع وهو : بأن كل شي قسمة ونصيب , إلا أنه وفي الحقيقة قد لخص بأن : كل ما بني على باطل فهو باطل , وسيبقى المغير لهذا الحال هو الله الواحد الفرد الصمد , فهو القادر لأن يغير ما في عقل وقلب هذا الزوج لأن يبعث فيه الرحمة والشفقة , أو لأن تؤمن الزوجة بقدرها وبنصيبها الذي قد فرض عليها , ولتعلم بأنه سبحانه وتعالى هو من سيخلصها من هذا الجبروت أو من هذا الظالم , وهو سبحانه الناصر لأن ينصرها عليه ولو بعد حين .
بواسطة : سامي أبودش
 3  0