إن من الأوقات الروحانية التي سعدت بها، وما زلت أستأنس على ذكرياتها، وأستظل تحت أغصانها، وأحنَّ إليها بين الفينة والأخرى، هي حلقات التحفيظ القرآن الكريم، حيث كانت في الماضي لها منزلة رفيعة في أفئدة الأبناء وذويهم بدرجة لا تقل عن اهتمامهم بالدراسة الصباحية!
إذ أصبحت مرتبطة بصلاح الأسرة! وإن لم أُبالغ جُل أولياء الأمور قد يلزمون أبنائهم على تقفي أثر تلك المجالس! التي حظيت بمعلمين أفاضل، ومشايخ تُكتب أسمائهم بماء العين! وهذا من دواعي السرور والاعتزاز لأنهم هم أهل الله وخاصته.
ولكن، لا ينبغي أن نغض الطرف على بعض الحلقات قديمًا وربما حديثًا! لوجود بعض الأفكار الشائكة، والطوابع الجهادية الغير مقيدة!، حيث أن مغزاهم الوحيد النفور لساحة الجهاد، ولا غيره يمنون النفس به.!
فكانت لهم سُبل غير مشروعة للوصل لبعض المآرب!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر بعضا من المأخذ التي لطالما تمنيت أن تتلاشى من هذه البقعة النقية.
فـ قبل (أربعة عشر) عاما كُنت متواجداً باستمرار في حلقة التحفيظ القرآن القريبة من منزلنا ..وكُنت آنئِذٍ طفل طري العقل، صافي الذهن، أستقبل كُل شاردة وواردة، كل صائبة وشائكة، كل صحيحة وخاطئة، حال كل الأطفال الأبرياء!
أعتقد أنني مررت بتجربة ربما تكون جريئة، لأنني، لا زلت أذكر بتحديد من كان يدفعنا عقب صلاة العصر من يوم الأربعاء في غرفة صغيرة ويضع لنا جهاز (الفيديو) يعمل على أفلام، أعتقد أنها تخص المرابطين والمجاهدين في (البوسنة والهرسك)، والتي تظهر بسالة الخطاب - رحمه الله- وكيف استطاع أن يسقط الطائرة بالآلة التي كان يحملها فوق ظهره!
نعم، أتذكر جيدًا أننا غمرنا في موجة بكاء، لا أعلم حقيقتها إلى هذا اليوم ؟ هل هذا البكاء من دافع الحماس و حب الجهاد؟ أم أنه ناتج الخوف وهولت الموقف، ولعل الثانية أقرب.!
إني أبداً لا أنسى جميلهم، ولا أُنكر فضلهم، ولا أُقلل من شأنهم،
غير أني أحمل عليهم قليلاً من اللوم والعتب! ولا ضير حينما يكون هناك عِتاب بسيط بين الطالب ومعلمه،
فهم بالسابق تجاوزا شيء من الحدود المخولة لهم بها من جهة أولياء الأمور، ويجهلون أن الحث على الجهاد لم يتسنى بعد!
فنحن ما زلنا صغار لم نتجاوز "التاسعة" كان بالأحرى أن نتعلم أمور ديننا ودنيانا، وأن تتحلى النفوس بالفضائل ومكارم الأخلاق من حيث الظاهر والباطن. والاعتناء بشمائل النبي - صلى الله عليه وسلم -وتناولها بعرض سهل وميسر بعيدًا عن التطرق لهذه الأمور المتشعبة والمتعمقة لاسيما في هذا العمر.
إذ أصبحت مرتبطة بصلاح الأسرة! وإن لم أُبالغ جُل أولياء الأمور قد يلزمون أبنائهم على تقفي أثر تلك المجالس! التي حظيت بمعلمين أفاضل، ومشايخ تُكتب أسمائهم بماء العين! وهذا من دواعي السرور والاعتزاز لأنهم هم أهل الله وخاصته.
ولكن، لا ينبغي أن نغض الطرف على بعض الحلقات قديمًا وربما حديثًا! لوجود بعض الأفكار الشائكة، والطوابع الجهادية الغير مقيدة!، حيث أن مغزاهم الوحيد النفور لساحة الجهاد، ولا غيره يمنون النفس به.!
فكانت لهم سُبل غير مشروعة للوصل لبعض المآرب!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر بعضا من المأخذ التي لطالما تمنيت أن تتلاشى من هذه البقعة النقية.
فـ قبل (أربعة عشر) عاما كُنت متواجداً باستمرار في حلقة التحفيظ القرآن القريبة من منزلنا ..وكُنت آنئِذٍ طفل طري العقل، صافي الذهن، أستقبل كُل شاردة وواردة، كل صائبة وشائكة، كل صحيحة وخاطئة، حال كل الأطفال الأبرياء!
أعتقد أنني مررت بتجربة ربما تكون جريئة، لأنني، لا زلت أذكر بتحديد من كان يدفعنا عقب صلاة العصر من يوم الأربعاء في غرفة صغيرة ويضع لنا جهاز (الفيديو) يعمل على أفلام، أعتقد أنها تخص المرابطين والمجاهدين في (البوسنة والهرسك)، والتي تظهر بسالة الخطاب - رحمه الله- وكيف استطاع أن يسقط الطائرة بالآلة التي كان يحملها فوق ظهره!
نعم، أتذكر جيدًا أننا غمرنا في موجة بكاء، لا أعلم حقيقتها إلى هذا اليوم ؟ هل هذا البكاء من دافع الحماس و حب الجهاد؟ أم أنه ناتج الخوف وهولت الموقف، ولعل الثانية أقرب.!
إني أبداً لا أنسى جميلهم، ولا أُنكر فضلهم، ولا أُقلل من شأنهم،
غير أني أحمل عليهم قليلاً من اللوم والعتب! ولا ضير حينما يكون هناك عِتاب بسيط بين الطالب ومعلمه،
فهم بالسابق تجاوزا شيء من الحدود المخولة لهم بها من جهة أولياء الأمور، ويجهلون أن الحث على الجهاد لم يتسنى بعد!
فنحن ما زلنا صغار لم نتجاوز "التاسعة" كان بالأحرى أن نتعلم أمور ديننا ودنيانا، وأن تتحلى النفوس بالفضائل ومكارم الأخلاق من حيث الظاهر والباطن. والاعتناء بشمائل النبي - صلى الله عليه وسلم -وتناولها بعرض سهل وميسر بعيدًا عن التطرق لهذه الأمور المتشعبة والمتعمقة لاسيما في هذا العمر.