إن المتطلع إلى الخطاب الداخلي ، لكتّاب الساحة تجده دعوة ــ مبطنة ــ الى التفرق والتحزب ، فلا يخلو من الإنتقاد الجارح ، إو إشارة الى سوءة المخالف ، أو تتبع زلات المخلافين ، ونشر سقطاتهم ، كل هذه الخطابات ، ومع الأسف قد تصدر من أهل الصدارة ، فنلمسها في ثنايا الخطاب الأعلامي عامة ، نلمس الأقصائية والتشرذمية ، فهذا سلفي ،وهذا علماني وهذا متهم بالتغريب وأخر مغموزٌ عليه بأخونة ، وأخر مرتابون في أمره ، حتى أصبح الخطاب على هذه الصبغة ، ويرمي ــ عبثاً ــ إلى إقصاء المخالف ، وطرده عن طاولة الحوار ، رغبةً وأثرةً بالخطاب العام ، وهذا لن يتأت لنا جميعاً ، فالمخالف موجود منذ الأزل ، وهذه سنة كونية ، فهذا تدافع الخير والشر ، الحق والباطل ،{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} ، فالذي يرى انه هو الأحق بالعيش في هذا الوطن ، وأن رأيه هو الأمثل ، فقد جانب الصواب ، وضل ضلالاً بعيداً ، ولم يفقه تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المخالف ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعامل مع المنافقين على انهم مسلمون ، وصلى على رأسهم (عبدالله بن سلول ) عندما مات ، وقد اعتبرهم الله منّا فقال سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} ولم يعنف صلى الله عليه وسلم ، ذلك الشاب الذي جاء يطلب الرخصة في انتهاك حد من حدود الله ، ألا وهو الزنى ، فعلينا احتواء الآخر ومشاركته وقبول الحق منه بالحق ، ورد باطله بالحق ، والحوار والمجادلة بالحسنى فليس لنا أن نكمم الأفواه ، وليس لنا مصادرة حق التعبير .
علينا العودة إلى روح النصوص الشرعية ، إلى أمر الله ودعوته {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم {مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى}.
نقبل الرأي والرأي المخالف ، ونتمشى معه ، حتى يزهق الأحقُ منهما الأخر ، وفيزيائياً : إذا خلطنا جميع الألوان ينتج اللون الأبيض ، وكذلك البشر ، إذا ما تقبل بعضهم بعضاً تحت مظلات الروابط الإنسانية ، الدين ، والمواطنة ، وغيرها من روابط بني الأنسان ، فسينعمون جميعاً بالمحمبة والسلام ، وسيستطيعون البناء.
وقالت العرب :
كونوا جميعاً يابني إذا اعترى *** خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا
علينا العودة إلى روح النصوص الشرعية ، إلى أمر الله ودعوته {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم {مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى}.
نقبل الرأي والرأي المخالف ، ونتمشى معه ، حتى يزهق الأحقُ منهما الأخر ، وفيزيائياً : إذا خلطنا جميع الألوان ينتج اللون الأبيض ، وكذلك البشر ، إذا ما تقبل بعضهم بعضاً تحت مظلات الروابط الإنسانية ، الدين ، والمواطنة ، وغيرها من روابط بني الأنسان ، فسينعمون جميعاً بالمحمبة والسلام ، وسيستطيعون البناء.
وقالت العرب :
كونوا جميعاً يابني إذا اعترى *** خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا