بعد أن شاهدنا اتعظنا
الدكتور يحي محمد العطوي
ليس هناك مجتمع بمنأى عن الفوضى فنحن في مرحلة صراع حقيقي لقوى عظمى وقوى إقليمية كل منها يخطط ويرسم السيناريوهات لتقويض أنظمة والنيل منها ،وهذه الدول العظمى والإقليمية
لها أهداف وأطماع تريد تحقيقها في بلدان الشرق الأوسط بعد أن فشلت أغلبها وتشرذمت وأصبحت مرتعاً لكل أنواع الفوضى والدمار
لو قدر لأهل الشام وليبيا واليمن ومصر والعراق
أن يعود بهم الزمن إلى ما قبل ثوراتهم التي أحبطتهم ونالت منهم ودمرت دولهم و جعلتهم يعيشون مآسي وآلاما و أحزانا وتشرد لأختاروا بالتأكيد كياناتهم
السابقة ولتبرؤوا من مطالبهم ورغبتهم في إحداث التغير في أنظمة قائمة على أن يذهبوا في هذا الاتجاه المدمر
للأسف الشديد، أصبحت دولهم مرتعا للاستخبارات الأقليمية والدولية لتعبث بها وتحولها إلى دول فاشلة بل أن معظمهما في طريقهاإلى التقسيم والتشرذم بعد أن أصبحت تدار من قبل عصابات القتلة والمجرمين
و بعد مضي هذه السنوات ماذا حققت الثورات من أهداف لاشئ إطلاقا إلا هذا الكم الهائل من القتل والتدمير والتشرد والآهات التي تطلق تحسراً على وطن كان يضم الجميع وعلى منازل كانت ملاذاً ﻷطفال ونساء وشيوخ
فأصبحوا في العراء يستجدون كسرة خبز في مخيمات ليس فيها أبسط مقومات الحياةالكريمه
هكذا هي الأوطان عندما تستباح وتفشل فإن الخبز يصبح عزيزاً
والحفاظ على هذا الوطن ووحدته ومكتسباته ليس محالا فدائما ولله الحمد في هذه البلاد وعبر العديد من الأزمات كان الرهان الحقيقي على الوعي الجمعي الذي يتمتع به الشعب السعودي
والذي ينطلق من أسس ثابتة وراسخة تعتمد في الأساس على مبادئ الإسلام المعتدل
نعم هناك أخطاء ومشكلات اجتماعية تحتاج إلي الإصلاح فلسنا مجتمعاً ملائكيا نحن مثل باقي البشر في هذا الكون لدينا مشاكلنا وقضايانا التي تحتاج الى مؤسسات وأفراد يخططون ويعملون لكي نتجاوزها وسوف نتجاوزها
لا يوجد بلد في هذا الكوكب يقدم لمواطنيه كل شيء
ويحقق لهم كل أمانيهم وتطلعاتهم وهذه حكمة ربانية ، المعأناة سوف تستمر ما بقينا في هذه الحياة
ولكن بقاء الوطن ووحدته وتماسك أفراده يقدم الأمن والاستقرار والدفء والحب وهي أشياء في زعمي لا يعادلها أي شي أخر
ولأننا شاهدنا بأعيننا مأساة هؤلاء فإننا بالتأكيد في هذه البلاد لن ننجر بحول الله عزوجل إلى مستنقع الضياع والتمزق والفرقة ونقول لكل المراهنين على إحداث فوضى في بلادنا من خلال الترويج لقضايا اجتماعية وأقتصادية قد تقود إلى هذه الفوضى أنتم واهمون ،وسوف تتكسر أحلام الطامعين والمتربصين بهذه البلاد و تنتصر إرادة هذا الشعب المسلم بعون الله
نعم فالكيس من اتعظ بغيره
د.يحيى بن محمد العطوي