اذكر في اوائل الثمانينات الميلاديه عندما كان والدي يأخذنا إلى بيت جدتي في امدرمان كيف كان لزاماً عليه ان يمر بما كان يسمى قبل سنوات دوار الدانه (جسر الملك عبدالعزيز حالياً) لم يكن وقتها دواراً .. كان على ما اذكر شارعين متوازيان يقف في نهايتهما مقابل (العثيم حالياً) عسكري تحت مظله حديديه تقيه حر الشمس يحمل صافره يرفع يده ويحركها يميناً ويساراً بدون كلل او ملل .. مازلت اذكر شنبه المفتول وعيناه التي تشعرناك بالحزم .. كان الجميع يحترمه حتى السيارات كانت تهابه .. هكذا كان يخيل لي ... مادعاني لتذكر ذلك الموقف القديم هو ماشاهدته من بعض افراد دوريات المرور وخصوصاً عند الدوارات انشغالهم عن عملهم الاساسي في خدمة المواطنين ببرنامج الدردشه الشهير ( الوتس اب ) اثناء ادائهم عملهم الميداني .. وعند ازدحام الدوار يستفيق على صوت (البواري) التي نغصت عليه مشاهدة مقطع يوتيوب او محاورة شعريه او نكته جديده .. يارجال المرور نحن نقدر عملكم في الميدان وخصوصاً في الآونه الأخيرة ونلمس التطور الذي حدث وانتشار دورياتكم في غالبية الدوارات والتقاطعات الرئيسيه وعلى مداخل المدينه ولكن (الزين مايكمل) .. !!