الفرق بين المال والنشب: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن المال إذا لم يقيد فإنما يراد به الصامت والماشية، والنشب ما نشب من العقارات، قال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نشب.
والمال أيضاً يقع على كل ما يملكه الإنسان من الذهب والورق والإبل والغنم والرقيق والعروض وغير ذلك، والفقهاء يقولون البيع مبادلة مال بمال وكذلك هو في اللغة فيجعلون الثمن والمثمن من أي جنس كانا مالاً، إلا أن الأشهر عند العرب في المال المواشي، وإذا أرادوا الذهب والفضة قالوا النقد.
الفرق بين الفقر والمسكنة: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((فروق في اللغة)): أن الفقر فيما قال الزهري في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: 60] الفقير الذي لا يسأل والمسكين الذي يسأل، وهذا يدل على أنه رأى المسكين أضعف حالاً وأبلغ في جهة الفقر، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ [البقرة: 273]، إلى قوله تعالى: ﴿يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ﴾ [البقرة: 273] قيل لأعرابي أفقير أنت؟ فقال: بل مسكين، وأنشد:
أما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبد.
فجعل للفقير حلوبة، والمسكين الذي لا شيء له وقال جماعة من العلماء والفقهاء أن الفقراء والمساكين صنف واحد، لدقة الفروق بينهما، وأوجه التشابه الكبيرة بينهما.
الفرق بين القيمة والثمن: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القيمة هي المساوية كمقدار المثمن من غير نقصان ولا زيادة والثمن قد يكون بخساً وقد يكون وفقاً وزائداً، والملك لا يدل على الثمن، فكل ماله ثمن مملوك وليس كل مملوك له ثمن.
الفرق بين الشراء والاستبدال: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن كل شراء استبدال وليس كل استبدال شراء، لأنه قد يستبدل الإنسان غلاماً بغلام وأجيراً بأجير ولم يشتره.
الفرق بين القناعة والقصد: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القصد هو ترك الإسراف والتقتير جميعاً، والقناعة الاقتصار على القليل والتقتير ألا ترى أنه لا يقال هو قنوع إلا إذا استعمل دون ما يحتاج إليه ومقتصد لمن لا يتجاوز الحاجة ولا يقتصر دونها، وترك الاقتصاد مع الغنى ذم وترك القناعة معه ليس بذم، وذلك أن نقيض الاقتصاد الإسراف، وقيل: الاقتصاد من أعمال الجوارح، لأنه نقيض الإسراف وهو من أعمال الجوارح والقناعة من أعمال القلوب.
الفرق بين التوكل والعجز: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن التوكل عمل القلب وعبوديته اعتماداً على الله وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضا بما يقضيه له بعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها، وقد كان رسول الله أعظم المتوكلين، أما العجز فهو تعطيل الأمرين أو أحدهما، فإما أن يعطل السبب عجزاً منه، وإما أن يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبب معرضاً عنه، فهذا توكله عجز0وعجزه توكل.
الفرق بين الغنيمة والفيء: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن الغنيمة اسم لما يؤخذ من أموال المشركين بقتال، والفيء ما أخذ من أموالهم بقتال وغير قتال، إذا كان سبب أخذه الكفر، ولهذا قيل: إن الجزية والخراج من الفيء.
الفرق بين العمري والرقبي: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن العمري هي أن يقول الرجل للرجل هذه الدار لك عمرك أو عمري والرقبي أن يقول إن مت قبلي رجعت إليّ وإن مت قبلك فهي لك، وذلك أن كل واحد منهما وقت موت صاحبه.
الفرق بين الرفق والكسل: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): الرفق شيء والكسل شيء، فإن المتواني يتثاقل عن مصلحته بعد إمكانها فيتقاعد عنها، والرفيق يتلطف في تحصيلها بحسب الإمكان مع المطاوعة.
الفرق بين المهر والصداق: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن الصداق اسم لما يبذله الرجل للمرأة طوعاً من غير إلزام، والمهر اسم لذلك ولما يلزمه، بيد أنه يتداخل في حقيقة الأمر والواقع المهر والصداق، لقرب معناهما.
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نشب.
والمال أيضاً يقع على كل ما يملكه الإنسان من الذهب والورق والإبل والغنم والرقيق والعروض وغير ذلك، والفقهاء يقولون البيع مبادلة مال بمال وكذلك هو في اللغة فيجعلون الثمن والمثمن من أي جنس كانا مالاً، إلا أن الأشهر عند العرب في المال المواشي، وإذا أرادوا الذهب والفضة قالوا النقد.
الفرق بين الفقر والمسكنة: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((فروق في اللغة)): أن الفقر فيما قال الزهري في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: 60] الفقير الذي لا يسأل والمسكين الذي يسأل، وهذا يدل على أنه رأى المسكين أضعف حالاً وأبلغ في جهة الفقر، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ [البقرة: 273]، إلى قوله تعالى: ﴿يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ﴾ [البقرة: 273] قيل لأعرابي أفقير أنت؟ فقال: بل مسكين، وأنشد:
أما الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبد.
فجعل للفقير حلوبة، والمسكين الذي لا شيء له وقال جماعة من العلماء والفقهاء أن الفقراء والمساكين صنف واحد، لدقة الفروق بينهما، وأوجه التشابه الكبيرة بينهما.
الفرق بين القيمة والثمن: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القيمة هي المساوية كمقدار المثمن من غير نقصان ولا زيادة والثمن قد يكون بخساً وقد يكون وفقاً وزائداً، والملك لا يدل على الثمن، فكل ماله ثمن مملوك وليس كل مملوك له ثمن.
الفرق بين الشراء والاستبدال: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن كل شراء استبدال وليس كل استبدال شراء، لأنه قد يستبدل الإنسان غلاماً بغلام وأجيراً بأجير ولم يشتره.
الفرق بين القناعة والقصد: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القصد هو ترك الإسراف والتقتير جميعاً، والقناعة الاقتصار على القليل والتقتير ألا ترى أنه لا يقال هو قنوع إلا إذا استعمل دون ما يحتاج إليه ومقتصد لمن لا يتجاوز الحاجة ولا يقتصر دونها، وترك الاقتصاد مع الغنى ذم وترك القناعة معه ليس بذم، وذلك أن نقيض الاقتصاد الإسراف، وقيل: الاقتصاد من أعمال الجوارح، لأنه نقيض الإسراف وهو من أعمال الجوارح والقناعة من أعمال القلوب.
الفرق بين التوكل والعجز: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن التوكل عمل القلب وعبوديته اعتماداً على الله وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضا بما يقضيه له بعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها، وقد كان رسول الله أعظم المتوكلين، أما العجز فهو تعطيل الأمرين أو أحدهما، فإما أن يعطل السبب عجزاً منه، وإما أن يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبب معرضاً عنه، فهذا توكله عجز0وعجزه توكل.
الفرق بين الغنيمة والفيء: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن الغنيمة اسم لما يؤخذ من أموال المشركين بقتال، والفيء ما أخذ من أموالهم بقتال وغير قتال، إذا كان سبب أخذه الكفر، ولهذا قيل: إن الجزية والخراج من الفيء.
الفرق بين العمري والرقبي: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن العمري هي أن يقول الرجل للرجل هذه الدار لك عمرك أو عمري والرقبي أن يقول إن مت قبلي رجعت إليّ وإن مت قبلك فهي لك، وذلك أن كل واحد منهما وقت موت صاحبه.
الفرق بين الرفق والكسل: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): الرفق شيء والكسل شيء، فإن المتواني يتثاقل عن مصلحته بعد إمكانها فيتقاعد عنها، والرفيق يتلطف في تحصيلها بحسب الإمكان مع المطاوعة.
الفرق بين المهر والصداق: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): أن الصداق اسم لما يبذله الرجل للمرأة طوعاً من غير إلزام، والمهر اسم لذلك ولما يلزمه، بيد أنه يتداخل في حقيقة الأمر والواقع المهر والصداق، لقرب معناهما.
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com