جاء في كتاب ((تحسين القبيح وتقبيح الحسن)) للثعالبي وكتاب ((المحاسن والمساوئ)) للبيهقي في شأن مدح الدَّين:
كانت عائشة رضي الله عنها، تستدين من غير حاجة فقيل لها في ذلك، فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان عليه دين وفي نيته قضاؤه فإن الله معه حتى يقضيه، فأنا أحب أن يكون الله معي)).
وقال جعفر بن محمد: المستدين تاجر الله في أرضه.
وفي الأثر: مكتوب على باب الجنة، القرض بثمان عشرة والصدقة بعشرة أمثالها، قيل: ولم ذلك يا رسول؟
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الصدقة ربما وقعت في يد غني عنها، وصاحب القرض لا يستدين إلا من حاجة وضرورة)).
ويقال: كثرة الدَين من علامات المفضلين.
وقال بعض السلف: لأن أقرض مالي مرتين أحب إلي من أن أتصدق به مرة واحدة.
وجاء في شأن ذم الدَّين: لا وجع كوجع العين ولا غم كغم الدين.
وفي الأثر: الدَّين شين الدِّين.
وكان يقال: صاحب الدَّين ذليل بالنهار، مهموم بالليل.
وقال بعض السلف: الدَّين غل الله في أرضه، فإذا أراد الله أن يذل عبداً جعل منه طوقاً في عنقه.
وقال العتبي: الدَّين عقلة الشريف.
وسأل عمرو بن عبيد عن صديق له فقال: قد توارى من دين ركبه، فقال: ذا داء طالما وفد إلى الكرام.
وقال عبدالملك بن صالح: ما استرق الأحرار بمثل الدَّين.
وقال ابن المعتز: كثرة الدَّين تصيِّر الصادق كاذباً والمنجز مخلفاً.
قال أبو اليقظان: كان الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب الشاعر يسلِّف الناس فإذا حلَّ ماله ركب حماراً اسمه شارب الريح فيقف على غرمائه ويقول:
بني عمنا ردوا الدراهم إنما يفرق بين الناس حب الدراهم.
وقال آخر:
الدَّين حقاً كاسمه دوي
قد يخضع المرء له القوي
كم من شريف غاظه غبي
وقال أحد الشعراء:
أرى الغرماء قد كثروا وضجوا إلى السلطان غير مقصِّدينا
فإن سألوا اليمين فقد ربحنا وإن سألوا الشهود فقد خزينا
ومن أحسن ما قيل في هذا المجال قول الخباز البلدي:
إذا استثقلت أو أبغضت حلفاً وسرك بعده حتى التناد
فشرده بقرض دريهمات فإن القرض مقراض الوداد
ونختم هذه المنثورات بقوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، هذا الخطاب يخصكم أيضاً أيها المستدينون، أما أنتم أيها الدائنون فالله عز اسمه يقول: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة: 280].
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com
كانت عائشة رضي الله عنها، تستدين من غير حاجة فقيل لها في ذلك، فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان عليه دين وفي نيته قضاؤه فإن الله معه حتى يقضيه، فأنا أحب أن يكون الله معي)).
وقال جعفر بن محمد: المستدين تاجر الله في أرضه.
وفي الأثر: مكتوب على باب الجنة، القرض بثمان عشرة والصدقة بعشرة أمثالها، قيل: ولم ذلك يا رسول؟
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الصدقة ربما وقعت في يد غني عنها، وصاحب القرض لا يستدين إلا من حاجة وضرورة)).
ويقال: كثرة الدَين من علامات المفضلين.
وقال بعض السلف: لأن أقرض مالي مرتين أحب إلي من أن أتصدق به مرة واحدة.
وجاء في شأن ذم الدَّين: لا وجع كوجع العين ولا غم كغم الدين.
وفي الأثر: الدَّين شين الدِّين.
وكان يقال: صاحب الدَّين ذليل بالنهار، مهموم بالليل.
وقال بعض السلف: الدَّين غل الله في أرضه، فإذا أراد الله أن يذل عبداً جعل منه طوقاً في عنقه.
وقال العتبي: الدَّين عقلة الشريف.
وسأل عمرو بن عبيد عن صديق له فقال: قد توارى من دين ركبه، فقال: ذا داء طالما وفد إلى الكرام.
وقال عبدالملك بن صالح: ما استرق الأحرار بمثل الدَّين.
وقال ابن المعتز: كثرة الدَّين تصيِّر الصادق كاذباً والمنجز مخلفاً.
قال أبو اليقظان: كان الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب الشاعر يسلِّف الناس فإذا حلَّ ماله ركب حماراً اسمه شارب الريح فيقف على غرمائه ويقول:
بني عمنا ردوا الدراهم إنما يفرق بين الناس حب الدراهم.
وقال آخر:
الدَّين حقاً كاسمه دوي
قد يخضع المرء له القوي
كم من شريف غاظه غبي
وقال أحد الشعراء:
أرى الغرماء قد كثروا وضجوا إلى السلطان غير مقصِّدينا
فإن سألوا اليمين فقد ربحنا وإن سألوا الشهود فقد خزينا
ومن أحسن ما قيل في هذا المجال قول الخباز البلدي:
إذا استثقلت أو أبغضت حلفاً وسرك بعده حتى التناد
فشرده بقرض دريهمات فإن القرض مقراض الوداد
ونختم هذه المنثورات بقوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، هذا الخطاب يخصكم أيضاً أيها المستدينون، أما أنتم أيها الدائنون فالله عز اسمه يقول: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة: 280].
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com